صفقة القرن التقنية: إيلون ماسك يدمج “إكس” ضمن إمبراطورية xAI للذكاء الاصطناعي
في خطوة قد تعيد رسم ملامح مستقبل الذكاء الاصطناعي ومنصات التواصل الاجتماعي، أعلن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك استحواذ شركته الناشئة xAI على منصته الاجتماعية إكس (Twitter سابقًا)، في صفقة تبادل أسهم تُعد من أكبر التحركات الإستراتيجية في عالم التقنية لهذا العام.
وأفاد ماسك، عبر منشور على منصة إكس، أن الصفقة تقضي بانتقال ملكية المنصة إلى xAI بالكامل، دون ضخ سيولة مباشرة، مؤكدًا أن تقييم شركة الذكاء الاصطناعي الخاصة به بلغ 80 مليار دولار، مقابل 33 مليار دولار لقيمة إكس، بعد خصم ديون تُقدّر بـ12 مليار دولار.
ولادة كيان تكنولوجي جديد
هذا الاستحواذ لا يقتصر على مجرد صفقة مالية، بل يمثل إدماجًا شاملًا بين شركتين تنتميان إلى عالمين مختلفين: الذكاء الاصطناعي والتواصل الاجتماعي ووفقًا لماسك، فإن المستقبل القريب سيشهد ترابطًا وثيقًا بين العمليات والتقنيات والبيانات والبُنى التحتية البشرية لكل من xAI وإكس.
وتسعى xAI، التي أسسها ماسك عام 2023، إلى منافسة عمالقة الذكاء الاصطناعي مثل OpenAI وAnthropic وGoogle DeepMind، وقد حققت تقدمًا سريعًا عبر تطوير روبوت الدردشة Grok، الذي بدأ بالفعل بالاندماج مع محتوى منصة إكس قبل هذه الصفقة.
بيانات منصة إكس
الصفقة تمنح xAI ميزة تنافسية لا تقدر بثمن: الوصول إلى قاعدة البيانات الضخمة لمنصة إكس، التي تضم أكثر من 600 مليون مستخدم نشط شهريًا وهذه البيانات تُعتبر مادة خام مثالية لتدريب وتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي.
وكان روبوت Grok قد حصل سابقًا على صلاحية الاطلاع على محتوى الأخبار والتحديثات اللحظية من إكس، لكن ما بعد الاندماج سيفتح آفاقًا جديدة لـ تحسين دقة الذكاء الاصطناعي وسرعة استجابته للسياقات الحية.
منصة إكس تتغير
منذ استحواذ ماسك على تويتر في أكتوبر 2022 مقابل 44 مليار دولار، شهدت المنصة تقلبات حادة في القيمة السوقية، وصلت في بعض فتراتها إلى أقل من 10 مليارات دولار وأما اليوم، وبعد عملية إعادة هيكلة شاملة ودعم سياسي واضح – أبرزها دعم ماسك للرئيس السابق دونالد ترامب – استعادت المنصة بعضًا من بريقها لتصل قيمتها إلى 33 مليار دولار.
في المقابل، ارتفع تقييم xAI بشكل متسارع، من 10 مليارات إلى 75 مليار دولار خلال فترة قصيرة، وصولًا إلى 80 مليار دولار مع الإعلان عن الصفقة الجديدة، ما يعكس ثقة المستثمرين في مستقبل الشركة.
هل يشهد العالم تقاطعًا ثوريًا بين السوشيال ميديا والذكاء الاصطناعي؟
بهذه الخطوة، يبدو أن ماسك يراهن على ولادة عصر جديد تتداخل فيه خوارزميات الذكاء الاصطناعي مع تفاعلات البشر في الزمن الحقيقي، لتصنع تجربة رقمية فريدة لا تشبه ما عرفناه سابقًا.
الاندماج بين xAI ومنصة إكس قد يشكل النواة الأولى لـ نموذج جديد في الإنترنت التفاعلي، حيث يصبح كل منشور وتفاعل وتوجه اجتماعي جزءًا من عملية تعلُّم آلي وتطوير تقني دائم.
ويبقى السؤال الأهم: هل سينجح إيلون ماسك في دمج رؤاه الطموحة وتحويلها إلى واقع؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة.
